وكالة أنباء الحوزة - قال خطباء لبنان في خطبة الجمعة: إننا نعتبر القرار البريطاني افتراء وإساءة إلى كل اللبنانيين وعلى الحكومة البريطانية التراجع عن قرارها الجائر المستند إلى اباطيل وافتراءات، فهذا القرار يدل على عدم الجدية في محاربة الارهاب.
السيد فضل الله نوه بالمواقف الصادرة في المؤتمر البرلماني العربي، الرافضة للتطبيع مع العدو الصهيوني
ألقى السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
"عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به الإمام الباقر، وهو الإمام الخامس من أئمة أهل البيت، الذي نستعيد اليوم ذكرى ولادته الشريفة، عندما قال: "إنما الدنيا سوق من الأسواق، منها خرج قوم بما ينفعهم، ومنها خرجوا بما يضرهم (الدنيا بغرورها)، وكم من قوم غرتهم بمثل الذي أصبحنا فيه حتى أتاهم الموت، فاستوعبوا فخرجوا من الدنيا ملومين (يلومون أنفسهم وتلومهم الملائكة والناس)، لم يأخذوا لما أحبوا من الآخرة عدة، ولا مما كرهوا جنة، قسم ما جمعوا من لا يحمدهم (حتى وصاياهم لا تنفذ)، وصاروا إلى من لا يعذرهم (بعدما أقام عليهم الحجة تلو الحجة، ونبههم إلى أن يتلفتوا إلى مصيرهم)، فنحن والله محقوقون (الحق علينا) أن ننظر إلى تلك الأعمال التي كنا نتخوف عليهم منها فنكف عنه، فاتق الله، واجعل في قلبك اثنتين: تنظر الذي تحب أن يكون معك إذا قدمت على ربك (لن يكون معك إلا عملك الصالح)، فقدمه بين يديك، وتنظر الذي تكرهه أن يكون معك.. (فارمه وراءك)". لقد أراد الإمام من خلال وصيته أن يبين لنا صورة الحياة الدنيا، وعلى أي حال ينبغي أن نغادرها، لنكون بذلك أكثر وعيا ومسؤولية وأكثر قدرة على مواجهة التحديات".
وقال: "البداية من لبنان، الذي أظهرت فيه المواقف الصادرة عن جهات إعلامية وسياسية ودينية مدى الصعوبات التي تعترض مسيرة الإصلاح ومحاربة الفساد في هذا البلد، فما أن انطلقت هذه الخطوات بإبداء علامات استفهام وتساؤلات حول آليات التصرف بمال عام، حتى خرج هذا الأمر عن غايته، ليأخذ بعدا طائفيا ومذهبيا وسياسيا لم يكن بالحسبان، وليعيد إلى الساحة الداخلية أجواء من التوتر، لا يريد أحد العودة إليها. إننا، وأمام ما جرى، كنا نأمل أن لا يشهر السلاح الطائفي والمذهبي، أو أن يستعاد الانقسام السياسي، بعد أن جرب اللبنانيون خطورة إشهار هذا السلاح وآثاره الكارثية في لبنان والمنطقة، وأن يبقى ما جرى في الإطار القضائي والقانوني".
وتابع: "ويبقى أن نقول للجميع إن اتهام شخص من الطائفة، أو رمز من رموزها، لا ينبغي أن يصور على أنه إدانة للطائفة أو المذهب، أو حتى لإيجابياته عندما كانت تصدر عنه إيجابيات، بل تبقى الإدانة في حدود ما اقترف. إننا نريد لكل القوى السياسية التي وعدت اللبنانيين بأنها ستكون أمينة على مصالحهم وعلى مقدراتهم وأموالهم، وأنها لن تغطي فاسدا أو ترضى بفساد، أن تفي بما وعدت به، وأن لا تبقيه شعارا وضع للاستهلاك الشعبي".
ورأى انه "في مجال آخر، يحظى لبنان في هذه الأيام بزيارات متتالية لعدد من الموفدين من الخارج، والتي تتنوع في الأهداف والغايات، ونحن في الوقت الذي نرحب بأي اهتمام خارجي بلبنان، لرفد عملية البناء والنهوض على الصعيدين الإنمائي والاقتصادي، وتحفيز الجميع على سلوك طريق الإصلاح الحقيقي، فإننا ندعو اللبنانيين إلى أن يكونوا حذرين من الأصوات التي تحاول الإيقاع في ما بينهم أو تحريض فريق على آخر، فقد أظهرت كل التجارب السابقة كم أنهكت اللعبة السياسية المزدوجة التي تمارسها بعض الإدارات الغربية هذا البلد. إننا نعيد التأكيد على اللبنانيين أن يعوا أن هؤلاء لا يريدون من هذا البلد إلا مصالحهم، ويريدون للبنانيين أن يكونوا أداة لتحقيقها على حساب اللبنانيين. فليتعلم اللبنانيون من تجارب الماضي، وليلتفتوا إلى أن مصلحتهم تكمن في الحفاظ على الوحدة الوطنية، وما ينهض بالبلد هو التفاهمات والتسويات والاتفاقات التي تحفظ حقوق المكونات والطوائف، فلا مستقبل للبلد إلا بدولة الإنسان، دولة المواطنة".
ونوه "بالمواقف الصادرة في المؤتمر البرلماني العربي، الرافضة للتطبيع مع العدو الصهيوني، والمتمسكة بحقوق الشعب الفلسطيني، وخصوصا القدس الشريف، ولا سيما الموقف الذي عبر عنه رئيس المجلس النيابي، والذي نرى فيه تعبيرا فعليا عن إرادة الشعوب العربية في الثبات على دعم الصمود الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وإصرارا على وقف كل أشكال التقارب والتطبيع مع العدو، وصد كل الأبواب التي ينفذ منها إلى الداخل العربي والفلسطيني".
وهنا المعلمين في عيدهم، داعيا إلى "تقدير هذه الفئة الأساسية في المجتمع، والتي بها تبنى العقول وتساهم ببناء الأوطان وتقدمها".
وختم: "أخيرا، نلتقي في هذا اليوم بذكرى مجزرة بئر العبد بكل آلامها؛ هذه المجزرة التي كانت تهدف إلى القضاء على رمز عاش الإسلام بكل أصالته وحيويته وانفتاحه، وعاش المقاومة في كل حركته وجهده وجهاده، فكان عينها وعقلها ودليلها، وعاش هموم إنسان هذا الوطن، وعمل لأجله بما استطاع إلى ذلك سبيلا، لكن شاء الله أن يبقى ليستمر في مسيرته وعمله وجهوده، وأن يتجذر في العقول والقلوب والوجدان، حتى بعد غيابه عن أعيننا. إننا في هذا اليوم، نسأل الله سبحانه أن يتغمد الأرواح التي ارتقت إلى بارئها برحمته الواسعة، ولمن لا يزالون يعانون الجراح بالصبر والأجر الجزيل".
الشيخ الخطيب: القرار البريطاني افتراء وإساءة لكل اللبنانيين
ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب خطبة الجمعة، في مسجد بلدة لبايا في البقاع الغربي، هنأ فيها المسلمين واللبنانيين بذكرى ولادة الامام الباقر "الذي أسس في عصره أعظم جامعة للعلوم والمعارف ساهمت في حفظ التراث الديني ونشر الاحكام الدينية والقيم الايمانية والاخلاقية التي تحصن المجتمع وتحفظ الدين من الانحراف والتشويه، ما جعله معلما للانسانية لما بذله من جهود وتضحيات ينبغي الاقتداء بها".
وهنأ الشيخ الخطيب المعلمين في عيدهم، متمنيا لهم "النجاح والتوفيق في مهامهم الرسالية في تنشئة جيل متعلم يتحلى بالمناقب الأخلاقية والقيم الدينية والوطنية ويتسلح بالعلم والمعرفة في مواجهة الجهل والتخلف، والتهنئة موصولة الى المرأة في عيدها، فهي نصف المجتمع وهي شريكة الرجل في اعداد الانسان الذي نريده خليفة الله على الارض يعمرها بالخير والصلاح، لذلك ندعو النساء الى الاقتداء بالسيدات الزهراء ومريم وخديجة وغيرهن من النساء الصالحات اللواتي كن قدوة للاتباع والاقتداء لما اتسمن به من فضائل وقيم جعلتهن من خيرة النساء".
واستنكر الخطيب "القرار البريطاني بتصنيف "حزب الله" في قائمة الإرهاب، مع العلم ان المقاومة التي يشكل "حزب الله" ركيزتها، هي العدو الأول للارهاب الصهيوني والتكفيري وهي حاربت هذا الإرهاب بشجاعة وصدق وحققت انتصارات كبيرة عليه مقدمة أعظم التضحيات في سبيل دحره عن لبنان وتجنيب اللبنانيين نكباته وويلاته"، وقال: "لذلك، فإننا نعتبر القرار البريطاني افتراء وإساءة إلى كل اللبنانيين وعلى الحكومة البريطانية التراجع عن قرارها الجائر المستند إلى اباطيل وافتراءات، فهذا القرار يدل على عدم الجدية في محاربة الارهاب وهو يخلط المفاهيم حماية للارهاب الحقيقي الذي لا يقتصر دوره في تخريب وطننا ومنطقتنا انما وصلت تداعياته الى اوروبا نفسها".
ورأى "في التدخل الاميركي في الشؤون الداخلية تحريضا على المقاومة وعملا مدانا ينبغي اتخاذ موقف جامع من كل اللبنانيين برفض هذا التدخل السافر ومواجهته بالتشبث بالمعادلة التي حمت لبنان وحفظت شعبه ودحرت الاحتلال عن ارضه، لذلك فاننا نطالب الادارة الاميركية بالكف عن التحريض وانتهاك السيادة اللبنانية ولا سيما انها تدعم الكيان الصهيوني في جرائمه وغطرسته وتشكل غطاء له في انتهاك حدود لبنان وسرقة مياهه، لذلك فان الجدية في محاربة الارهاب تحتم التوجه نحو العدو الصهيوني باعتباره مركز الارهاب في هذه المنطقة، وعلى جميع اللبنانيين بذل الجهود لتحرير ارضنا اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا".
ونوه الشيخ الخطيب "بالموقف الرائد لدولة الرئيس نبيه بري في مؤتمر اتحاد البرلمانيين العرب الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني والمطالب بتحرير ارضنا العربية من رجس الاحتلال الصهيوني، والداعي الى عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
الشيخ دعموش: حزب الله لا يستهدف أحدا على خلفية سياسية في ملف الفساد
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة الى أن "اميركا، لدى كل زيارة لمسؤول فيها للبنان، تحرض على المقاومة وتحاول تأليب الرأي العام اللبناني ضد حزب الله، وقد أزعجها تنامي حضور الحزب السياسي والشعبي في لبنان وتراكم قدراته التي تردع اسرائيل عن الاعتداء، كما أزعجها أن يحمل الحزب ملف مواجهة الفساد في لبنان ويتقدم به ويحقق نجاحات على صعد مختلفة، برغم كل المساعي الاميركية التي كان يراد منها تشويه صورة حزب الله في لبنان والمنطقة وإضعافه ومحاصرته سياسيا وشعبيا".
وقال: "على أميركا التي أصيبت بخيبات أمل متتالية في لبنان نتيجة فشلها المتكرر في محاصرة حزب الله، أن تيأس من إقناع اللبنانيين بالتخلي عن المقاومة او مواجهة حزب الله، وعلى اللبنانيين الذين لا يزالون يراهنون على اميركا في تحقيق طموحاتهم ومشاريعهم الا يراهنوا عليها لأنها باتت أضعف من أي وقت مضى في لبنان والمنطقة".
ورأى الشيخ دعموش أن "الخطوات التي تحققت حتى الآن هي إنجاز على طريق الإصلاح ومنع الفساد في البلد، فهناك ملفات فتحت وأصبحت لدى القضاء ولم يعد بالامكان طمسها من أحد، وقد أثبت حزب الله صدقية وجدية في متابعة هذه الملفات، لأن ملف مكافحة الفساد بالنسبة الينا ليس مجرد شعار نرفعه، بل هو خطوات عملية جدية وملموسة، ونحن ندعو كل الاطراف الى رفع الغطاء عن الفاسدين والتعاون في هذا الملف بعيدا عن الاستخدام السياسي والطائفي، لان ملف الفساد في البلد يمس كل اللبنانيين، ومن مصلحة لبنان واللبنانيين تسليط الضوء على ملفات الفساد ومتابعتها بجدية، لان لذلك تاثيرا على الاداء في المستقبل وعلى منع الفساد في البلد".
وأكد أن "حزب الله مستمر في متابعة الملف، رغم كل ما أثير خلال الاسبوع الماضي، ولن نتراجع، وسنتابع كل الخطوات اللازمة حتى النهاية".
وشدد على أن "الحزب في ملفات الفساد لا يستهدف أحدا على خلفية سياسية او طائفية، وما دام الجميع يريد مواجهة الفساد والهدر في البلد فلا يجوز كلما فتح ملف من ملفات الفساد ان يعطى بعدا سياسيا او طائفيا، هذه الطريقة لا تبني بلدا، ولا تضع حدا للفساد الذي يطالب الجميع بمواجهته، بل قد تشجع الفاسدين لانها تشعرهم بأنهم محميون من أحزابهم وطوائفهم".
الشيخ حبلي: المفتي دريان ظهر وكأنه موظف عند آل الحريري وتيار المستقبل
إستغرب الشيخ صهيب حبلي "الضجة التي أثارها البعض حول مسألة مكافحة الفساد التي من المفترض أن تكون مطلباً وطنياً لا يختلف عليه إثنان".
ورأى الشيخ حبلي في الكلمة التي ألقاها بعد خطبة الجمعة في مسجد إبراهيم في صيدا، أن "خروج المفتي دريان للدفاع عن رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة بهذا الشكل المستميت يدعو للتعجب، وأظهره في موقع الموظف عند آل الحريري وكمفت لتيار المستقبل وليس لأهل السنة في لبنان".
وأشار الشيخ حبلي الى أن "دار الإفتاء ملك لجميع أهل السنة في لبنان لا سيما الفقراء منهم دعا الى التخفيف من مظاهر الرفاهية التي لا تمت للإسلام بصلة والتي ترسم علامات الإستفهام حول سلوك منيفترض أنه في خدمة الإسلام والمسلمين، وأشار في السياق الى رواية سعيد بن عامر الذي عًين والياً على حمص فكان لا يظهر إلا مرة في الأسبوع، ليتبين لاحقاً أنه لا يملك إلا رداءً واحدا،ً ولا يخرج الا حتى ينتهي من تجهيز الخبز لأن لا خادم لديه فهذا هو مسلك المسلمين القائم على الزهد والتقوى بعيداً عن مظاهر الفحش والى ما هنالك من سلوكيات لا تمت للإسلام بصلة".
من جهة ثانية سأل الشيخ حبلي عن "سبب الزيارات الأميركية الى لبنان وفي هذا الوقت حيث يتحضر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لزيارة روسيا، فهل ذلك بهدف منع لبنان من التزود بسلاح الدفاع الجوي الذي تعتبره تل أبيب كاسراً للتوازن ويمنعها من العربدة في أجواء لبنان؟". وشدد الشيخ حبلي على أن "للجيش الوطني اللبناني الحق في إمتلاك الأسلحة النوعية التي تجعله قادراً على الحفاظ على السيادة الوطنية براً وبحراً وجواً".